بحث مخصص

vendredi 27 juin 2008

الإعتداء الجنسي على الأطفال2


اغتصاب طفل ... وتصوير الواقعة بـ (كاميرا) جوال

الوفاق : خاص

تحقق الجهات المختصة بالمنطقة الشرقية حالياً وبسرية تامة، بحادثة اغتصاب طفل ، وتصوير الواقعة بـ(كاميرا) جوال.
مقطع (الفيديو) احتوى عملية اغتصاب واضحة وبعدة طرق، وسط صراخ الطفل واستغاثته، ورجاءه المستمر.
المشهد الذي تم تناقله مؤخرا عبر جوالات الكاميرا واطلعت عليه (الوفاق) وصل إلى الأجهزة الأمنية التي بدأت التحقيق.
وقالت مصادر إن أهالي الطفل الذي وضحت معالم وجهه في اللقطات،
لم يبلغوا الشرطة خوفا من الفضيحة، كما أظهر الشريط أن المغتصبين شخصان بالغان


اغتصــــــــــــــاب طفله عمرها 14 شهراااااااااا.. لا حول ولا قوة الا بالله
شرع الله تعالى هو الاكمل والانسب ..ولكن اغلب الناس نبذت هذا الشرع واستحدثت سنن وقوانين تناسب عصرهم على حد زعمهم وتناسوا ان شرع الله هو الانسب الى يوم القيامة ..وبسبب تعطيل شرع الله ظهر الفساد في البر والبحر، وأزكم دخان الفواحش أنوفنا، القصةالطفل الضحيه كان مع والده بعد غياب امه وقد اوصى احد جيرانه في حال غياب الاب فداخل الجانى المنزل و....... وعندما عاد الاب لم يجد الطفل وبعد عشرة ايام عثروا على جثة لطفل في مكان قريب من القرية.بعد ان كانت في مرحلة متقدمة من التحللفوالله ان ابشع الجرائم هي التحرش بالاطفال والاعتداء عليهم جنسياًتم طمس اجزاء من الصور خوفاً من الله




استغفر الله العظيم



بالنسبة للأديب البرازيلي باولو كويلو ليس الجنس إلا فنا للسيطرة على فقدان السيطرة، وفي نظر ممتهناته هو فرصة لربط الجسد بسلطة المال..
يمكنك أن تختلس النظر الى البارات وأنت تمر في شوارع المنطقة السياحية في أكادير لتشاهدهن يجلسن في الخارج بانتظار بدء الدوام.. رائحة الدعارة تنبعث رائحتها داخل أحياء سكنية وفنادق ومؤسسات ومتاجر وبارات..وليالي المدينة لا تتغير..

نعيمة..


بمحاذة فندق أماديل بيتش، تتوقف سيارة أجرة صغيرة وتترجل منها شابة ترتدي تنورة صيفية قصيرة سوداء بشكل يتناغم مع الماكياج الصارخ الذي أطفى على ملامحها شكلا مثيرا شدت انتباه كل من مر إلى جانبها في تلك اللحظة.
عاودت الحديث مع سائق الطاكسي الذي بدأ يركب أحد الأرقام على هاتفه المحمول وتحدث إلى مخاطبه باقتضاب وعينا مرافقته تتابعانه بتركيز. أنهى المكالمة السريعة مبتسما وغمز الشابة المنحنية إلى جانبه ليغادر بعدها المكان. تتمشى نعيمة(اسم مستعار) على طول كورنيش المدينة بغنج وتؤدة وهي تنقل بدلال حقيبتها اليدوية الذهبية من يد إلى اخرى.
توقفت فجأة وهي تتفحص بانتباه هاتفها المحمول لتقطع بعدها الشارع نحو نحو معرض فتح أبوابه قبل أيام. بعد عشر دقائق، غادرت نعيمة المعرض وهي تتأبط ذراع رجل في الأربعين من عمره وهما يتبادلان همسات ضاحكة, تبعته إلى سيارته الرياضية المركونة في الشارع وركبت معه لتبدأ عجلاتها الأربع في طي الشارع على وقع موسيقة شرقية صاخبة .
قد يحلو لبعض السياح تشبيه أكادير بمدينة "نيكريل" الجامايكية حيث سحر الكارييب يتماوج مع رمال الشواطئ والفنادق الفاخرة واللحم البشري..لم تتغير معالم الدعارة كثيرا بأكادير: نفس الأماكن والتقنيات والمناورات، وحدها صفة العاهرة خرجت عن معناها التقليدي فلم تعد الحوافز لفتيات الهوى هي نفسها، هذا لا يعني أن القصة التقليدية لفتيات الهوى كالفقر أو سطوة زوج جشع هي التي أودت بها الى ما هي عليه ، وانما انحصرت بالصف الثالث من فتيات الهوى اللواتي يعملن في مناطق فقيرة ويتقاضين مبالغ ضئيلة مقابل خدماته.
العاهرات الآن مختلفات .. معظمهن فتيات أو سيدات يتمتعن بمستوى تعليمي مقبول ويعملن في معظم الاحيان وفق شروطهن الخاصة وينتقين من يروق لهن ماديا أو شكليا أحيانا .. كما أن زبناءهن ينتمين الى مستوى معين من الثراء . تختلف التسعيرة حسب ما تنشده الفتاة من زبونها وما ينشده هو منها، وعليه يكون الاتفاق بالتراضي.
بحي تراست بإنزكان، تكتري نعيمة رفقة صديقتها غرفتين ب750 درهما شهريا. تختلط أصوات الأطفال الذين علا هرجهم مع أصوات الباعة المتجولين، وتحاول نعيمة التكيف مع هذا الوسط الشعبي رغم المضايقات التي تواجهها."يلاحقني بعض المتسكعين هنا لعلمهم بظروف عملي، أضطر في بعض الأحيان إلى أن أدفع لهم أتاوة للابتعاد عن سبيلي". تدلف إلى المطبخ لتبدأ في إعداد الشاي وهي تفرك بكسل عينيها اللتين أنهكهما السهاد والسهر، تبدو الآن بوجهها الأسمر الذي تعلوه ندب حب الشباب طبيعية بدون لمسات الماكياج.. من أزيلال حيث تنحدر هذه الشابة، مغامرة طائشة انتهت بعملية إجهاض كادت تودي بحياتها وغيرت حياتها للأبد. لم يقبل الأهل أن تدنس الابنة شرف العائلة، قرار والديها كان حاسما: لا مكان لها داخل الأسرة وعليها الرحيل عن البلدة.. توقف شريط الذكريات فجأة على وقع صوت الشاي على موقد الغاز لتلتفت نحوه نعيمة بشكل غريزي وتطفئه بسرعة.على المائدة، جلست نعيمة تحتسي كأس الشاي وهي تسترجع ذكريات تلك الليلة الباردة قبل ثلاث سنوات وهي هائمة على وجهها داخل المحطة الطرقية لا تلوي على شيء..جلست قرب المقهى ساهمة تفكر في مصيرها، وهي غارقة في التفكير أحست بشخص واقف أمامها يستفسرها عن وجهتها، أومأت برأسها لتخبره أنها لا تدري إلى أين. بادر الغريب إلى الجلوس طالبا منها أن تخبره قصتها."كان قلبي حينها مقبوضا وكنت بحاجة إلى شخص أفضي إليه بما يضيق به صدره،
لا أدري كيف ارتحت إليه وإلى حديثه، ليقترح علي مرافقته إلى مدينة أكادير وتبدأ صفحة أخرى من حياتي مع الدعارة".
جاءت نعيمة إلى ميدنة غريبة لا تعرف فيها أحدا . ما بدا لها بالأمس عذابا منحها اليوم شعورآ عارما بالحرية , ليست بحاجة لأن تعطى تفسيرات لأي كان ..
صارت نعيمة الآن معروفة داخل العلب الليلية للمدينة بعد أن تعلمت مبادئ أقدم مهن التاريخ بسرعة بالنظر إلى قوامها وجمالها كما تقول. أول "الصيد" كان محاميا سويسريا التقته بماكدونالدز ذات يوم وأعجب بها في الحال. أمضت معه أسبوعا داخل الفندق الذي كان ينزل به، وتتذكر نظرات الحراس ومسؤول الاستقبال الذين كانوا يتسلمون كل ليلة 500 درهم للسماح لهما باقتناص لحظات من المتعة لأن القانون يمنع الدعارة بأي شكل من الأشكال داخل الفنادق. بتصميم واثق تردد نعيمة :" لا أشفق على نفسى ولا أعتبر نفسى ضحية . كان بامكانى الخروج من مدينتي دون أن تمس كرامتى , وبمحفظة نقود فارغة، أنا اخترت طريقي"
تطورت العلاقة مع المحامي الذي ضاق من ابتزازات العاملين بالفندق ليستأجر لها شقة بحي الشرف للابتعاد عن أعين الفضوليين.تتنهد وهي تداعب نقوش الحناء التي في يدها وتقول:"تبرعت مزيان مع راسي، ماكا ناقصني والو والحنوشا(رجال الأمن) ميكو عليا" وتستطرد بفخر مشوب بمسحة حزن":وليت تا انا متبعة الموضة ووليت بحال صحاباتي اللي معارفين مع الخليجيين تانتقدا حوايجي سينيي".
لم يدم "النعيم" طويلا إذ أنه خلال إحدى الحملات التمشيطية التي عرفها حي الشرف، كادت أن تقع حليمة في يد الشرطة لولا مكالمة إحدى صديقاتها تخبرها بأن هناك حملة أمنية قبل نصف ساعة من عودتها المعتادة إلى البيت. اضطرت إلى إخبار خليلها الأجنبي بما حدث ليقرر تأجيل زيارته المقبلة إلى موعد لاحق، ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره..
يحكي أحد المحامين "للمساء"والذي رفض الكشف عن اسمه أن فتاة الهوى من الطبقة الفقيرة والتي لا تمتلك المقومات الضرورية التي تخولها دخول عالم "الدعارة الجديد" ، تلتزم بذلك المحيط وبالعملية التقليدية أي الجنس ثم الحصول على ثمنه ، أما اذا كانت تمتلك المقومات للانطلاق خارج الأطر المحددة فمن المرجح أنها ستنتقل من منطقة وضيعة الحال إلى إخرى أكثر ثراء وعملية أقل تقليدية حيث التواصل مع الزبون والقدرة على مجاراته في تسليته جزء من الوظيفة.
فيما يتعلق "بالدفع" فإن المبلغ المحدد لا يعطى نقدا مقابل الخدمات الجنسية وانما يتخذ شكلا آخر .. فيكون أشبه بالمصروف ويتضمن الهدايا التي قد تكون في بعض الأحيان ضمن الإطار المتعارف عليه من ذهب أو حلي أو ملابس وقد تكون أحيانا عبارة عن شقة أو سيارة..
بعينين منكسرتين، تستعد نعيمة للخروج وهي تقف أمام المرآة، طقس يتكرر بنفس التفاصيل والمواعيد، تضع عطرا فرنسيا نفاذا وتتفحص حقيبتها، تقول بحسرة مخنوقة:" لا اعرف متى سينتهي هذا الأمر.. لكنني أعلم انني سأتوقف يومًا ما، متى؟ لا أعرف".


غزلان..


غزلان فتاة العشرينيات لا تختلف كثيرا عن بنات جيلها وإن كانت لا تشبههن مطلقا في مهنتها .هي فتاة مرفهة تقوم بما يحلو لها داخل الكاباريهات الراقية بأكادير شرط الا يطلق عليها صفة "عاهرة"..هذه الكلمة في قاموسها شتيمة لا تريدها لنفسها. لم تبدأ قصتها بتاريخ محدد أو نتيجة حادثة ما.." كل ما ينشده الشاب هو جسد الأنثى، ومن أجل لمسه أو النظر اليه أو حتى التواجد بقربه أو الحصول عليه هو مستعد لتقديم تنازلات عديدة".
تحكي غزلان من "خبرتها" المتواضعة أن حياة الليل و سهرات النوادي فتحت عينيها على مستوى مختلف آخر، فهناك يقوم الشاب بالتودد الى الفتاة ويقدم لها مشروبا فتكافأه برقصة معه وينتهي الأمر هنا ، أما إذا كان طلب الشاب مشاركته السهرة فالفاتورة عليه لا محالة .
في حالة ما إذا كان الزبون لا يعرف مكانا يصطحبها اليه , فعليها هى أن تختار والحالة هذه فندقا بعيدآ عن الحانات المجاورة للمكان.
تصف الموقف مفسرة :" أية فتاة تتعرض للتحرشات والإغراءات خلال السهرات ، لكن الفرق بيني وبين "أية فتاة " أنني لا أترك الأمور للصدفة ، بل أسعى لتحقيقها . هو يريد صحبتي خلال السهرة وأنا أريده أن يدفع ثمن سهرتي ثم نودع بعضنا البعض وينتهي الأمر هنا". تبتسم وهي تداعب قلادتها المتدلية من عنقها قائلة بدلال:" "رجل ناضج يمكنه دفع ثمن أكثر من سهرة، وهنا يجب الحذر من الشبكات التابعة لأشخاص يحددون مناطقهم وزبائنهم ويرفضون دخول أي جديد على الخط".
البحث عن السعادة بالنسبة لهذه الشابة هو ما تبحث عنه في علاقتها مع الرجل فهي ترى أنه لا يدفع ألف درهم ليحصل فقط على النشوة الجنسية , بل لأنه يريد أن يكون سعيدا, لكن لا أحد يبلغ السعادة..تردد الشابة بابتسامة ذابلة وهي تدير مفتاح محرك سيارتها وتغادر فضاء الكورنيش..


الفريسة والصياد..


قرص الشمس ينحو نحو المغيب ليرخي الليل تجاعيده على المدينة، اشتعلت أضواء الشوارع، لتزيد جمالية الليل وضوضاء على كورنيش أكادير... نسمات الهواء العليل تأخذ الأرجل في رحلة البحث عن شيء، ربما يقبع داخل المحلات التجارية أو في المقاهي. انطفأت الإشارة الخضراء، لتسمح لراكبي السيارات بالمسير بكل ثقة في الشوارع، وحده ظل يمسك بمقود سيارته، وعينه تحملق يميناُ ويسيراُ، مرات يخرج رأسه من نافذة السيارة ليلاحق تلك الأجسام الناعمة. لم يحصل لحد الآن على رفقته. انعطف يساراُ ليدخل شارعاُ مظلماُ، كأنه يستعد ليتربص بحرارة جسم طائش. ركن سيارته وبدأ يعد الخطوات إلى أن أوقف إحداهن، وعرض خدماته بتوصيلها أينما رغبت. لم تتردد في القبول لتبدأ الليلة.
أحد الفنادق المقابلة لماكدونالدز هو الوجهة المفضلة للسياح العرب لقضاء عطلتهم بالمدينة والتوجه نحو المطعم الأمريكي بحثا عن من يقضون برفقتها ساعات المتعة خاصة بعد أن يفرغ المكان من الأسر وتقبل على زاوية الأكلات السريعة زبونات بملابس السهرة..
الزبناء الميسورون في أكادير يدفعون بالدولار بدل الأورو وأضحى الهاتف المحمول وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها ويبرز دوره بعد الساعة الثامنة مساء حيث يتم الإعداد للمواعيد...1000 درهم لليلة هو ما قد تحصل عليه عاهرة في أكادير نظير ليلة واحدة، وهناك من تنجح في التفاوض على 4000 درهم يحصل فيها سائق سيارة الأجرة على حصته
والعاملون بالفندق...بالإقامات الفخمة المشيدة بمحاذاة الميناء، يحكي العديدون عن رحلات خاصة جدا قادمة من الدار البيضاء تقل على متنها فتيات يقضين يوما أو اثنين بالمدينة ويعدن إلى حيث أتين..





بنظرات تائهة وحركات متشنجة وافق الطفل محمد أخيرا على الجلوس بهدوء وأنصت لوالدته التي طلبت منه ألا يلمس أي شيء يراه داخل مكتب الجريدة بالرباط.. نظرات الأم المكلومة تحكي بصمت معاناة ابنها البالغ من العمر عشر سنوات والذي تعرض قبل أزيد من سنة لاعتداء جنسي من طرف زوج العمة بسلا. "حكم على الجاني بست سنوات، أمضى منها الآن سنة خلف القضبان..لكن الجروح لا تزال مفتوحة لا تندمل" تعترف الأم بكلمات مخنوقة وهي تقاوم الغصة التي في حلقها. لم تتخيل الأم يوما أن طليقها سيتجرأ على الاحتفاظ بابنها محمد وشقيقته بعد انقضاء العطلة الصيفية ليعيشا في بيت عمتهما وزوجها اللذان لم يرزقا بأطفال. رفض والد الطفلين بشكل قاطع تسليم ابنيه لطليقته التي تتوفر على الحضانة.
لبث محمد في بيت عمته لمدة تزيد عن السنة رغم أن المحكمة حكمت بإعادة الطفلين إلى والدتهما.. تقول الأم إنه طيلة هذه المدة، تعرض ابنها لاعتداءات جنسية متكررة عندما كان عمره سبع سنوات."لم يسر لي ابني بما تعرض له رغم أن والدتي نبهتني مرارا إلى أن ابني يعاني من مشكل ما. عاد ذات يوم من المدرسة وملابسه الداخلية مبللة وهو ماكان يحدث بشكل يومي، هددته خالته بأنها ستضربه إن لم يعترف لها بما حصل له، ليخبرها أن زوج عمته (ع.ح) اعتدى عليه"
هول المفاجأة لم يثن الأم من أخذ ابنها إلى طبيب أكد لها أن ابنها ضحية اعتداء جنسي عنيف. توجهت بعد ذلك الأم إلى مستشفى الأطفال بالرباط لتتسلم شهادة طبية تثبت تعرض الطفل للاغتصاب كما أن فحص المؤخرة أظهر أن محمد لم يعد بمقدوره التحكم في الإفرازات الخارجية إضافة إلى أنه يعاني من الاكتئاب.. الضغط النفسي الذي تعرض له الطفل أجبره على مغادرة مقاعد الدراسة في المستوى الثالث الابتدائي لأنه لم يعد يستطيع تحمل إهانات زملائه في الفصل جراء عجزه عن التحكم في إفرازاته الخارجية.. تدخلت جمعية "ماتقيش ولدي" التي تأثرت بهذه القضية وساعدت الأم في مجريات القضية التي رفعتها ضد الجاني والذي اعترف في التحقيق أنه اعتدى على محمد.. موقف الأب كان أكثر غرابة حيث طلب من الأم التنازل عن النفقة مقابل الوقوف معها في المحكمة ليغير رأيه ويتغيب عن جلسة الاستئناف..


أشرف شراف



"سأستمر فيما أقوم به مادمت أغطي احتياجاتي الخاصة ومادامت هاته هي الوسيلة الوحيدة للحصول على المال"

كل شيء يتحرك على إيقاع سريع وتوقيت العلاقات قد تم ضبطه على ساعة عقرباها المال والجسد. الأحياء الجامعية تخفي كرنفال أجساد اختار ضبط بوصلته
على إيقاع الجنس.. عند غروب الشمس، ينكشف وجه آخر لمدينة أكادير. بالرباط، لا يختلف المشهد كثيرا رغم تغير الأسماء والأمكنة..

تنطلق الزغاريد من إحدى الغرف وتختلط أصوات أنثوية يرتفع صداها ثم ينخفض فاسحا المجال لموسيقى شرقية تكسر الصمت بإحدى عمارات سكن الطالبات
بالحي الجامعي ابن زهر بأكادير.هذا "الطقس" ليس احتفالا بنجاح إحداهن، بل هو تأكيد لخبر من نوع خاص: "صديقتنا عرفت هذا المساء أنها ليست حاملا
لهذا فنحن نحتفل بها" تغمغم بشرى بحماس وتتابع والابتسامة لا تفارق شفتيها:"يكثر هذا النوع من الاحتفالات بالحي الجامعي لدى الطالبات اللواتي تربطن
علاقات مع الشباب ويحرصن على عدم حدوث الحمل". معظمهن قادمات من جنوب المغرب حيث أن ظروفهن المعيشية تدفع بعضهن، دون أن تدركن ذلك،
إلى احتراف أقدم مهنة في التاريخ: الدعارة.
تستعد بشرى الطالبة بالسنة الثالثة حقوق رفقة شريكة سكنها للخروج إلى كورنيش المدينة. يستغرق الأمر ثلاث ساعات من الوقوف أمام المرآة لاختيار الملابس المناسبة ووضع الماكياج.. تغادران على عجل دون أن تنسيا ترك رسالة إلى باقي الفتيات في الغرفة تخبرانهن بأنهما لن تعودا هاته الليلة..تبادل الطالبتان حارس الحي تحية سريعة وهما تغادران المكان ضاحكتين وظل الحارس يرمقهما بنظرات صامتة حتى ابتعدتا عن الأنظار. ظلت بشرى وصديقتها تنتقلان بين المحلات التجارية الواقعة بشارع الحسن الثاني وعيونهما لا تركزان على ماتعرضه واجهاتها من سلع بقدر ما "تمسحان" المنطقة بحثا عن رفيق الليلة.
مع اقترابهما من المنطقة السياحية، يكثر الزحام وتزداد الحركة نشاطا. ما عليك إلا أن تقف على الرصيف المقابل للمقاهي المنتظمة على طول الكورنيش لترصد سيارات تتوقف ثم تسير وتتدلى رؤوس سائقيها من النافذة "للمساومة" من أجل قضاء الليلة مع شابات حرصن على الظهور بكامل "أناقتهن"..فجأة لكزت بشرى رفيقتها مشيرة إلى سيارة مرسيديس 109 تتعقبهما منذ دقائق. رفعت الشابة رأسها بشكل تلقائي لتستدير مباشرة نحو السيارة وقد اعتراها الفضول، وفي ثوان أطرقت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تنظر إلى بشرى التي بادرت إلى التوقف عن المشي. وقبل مرور دقيقة، كانت الفتاتان داخل السيارة التي انطلق صاحبها متحمسا وهو يغادر الشارع المحاذي لشاطئ أكادير.
أمضت الطالبتان ليلتهما بإحدى الشقق المفروشى بحي القدس، وحصلت كل واحدة منهما على مبلغ 400 درهم. تفسر بشرى سبب إقدامها على ممارسة الدعارة منذ
قدومها إلى أكادير بظروفها المادية الصعبة، خاصة وأن عائلتها تقطن بضواحي مدينة تارودانت ولا تستطيع أن تغطي تكاليف دراستها. ظلت عيناها شاردتان وكأن
الجواب قد وخز ذاكرتها، تردد بفتور وهي تفرك يديها:"يمكنني أن أصف نفسي بسباح يفقد قواه وتضعف مقاومته ليغوص بعدها تحت الماء ويغرق" ثم تستطرد وقد بدت لهجتها هذه المرة أكثر جدية:"سأستمر فيما أقوم به مادمت أغطي احتياجاتي الخاصة ومادامت هاته هي الوسيلة الوحيدة للحصول على المال"
عند انتصاف الظهيرة، تنهي حنان حصة ذلك اليوم للغة الإيطالية التي تدرسها في السنة الثانية بكلية الآداب بالرباط. تغادر الكلية رفقة صديقتين لها متجهات نحو الحي الجامعي الذي لا يبعد عنهن كثيرا. داخل المطعم الجامعي، اختارت حنان إحدى الطاولات المنزوية عند طرف القاعة لتناول وجبة الغذاء مع صديقاتها. ما إن وضعت أول لقمة في فمها حتى رن هاتفها النقال. ابتسمت بعد أن لمحت الرقم المدون على شاشة الهاتف وأدارت رأسها نحو الفتاتين وهي تغمزهن. تلقفت الهاتف وردت بدلال على متصلها وهي تضع يدها على أذنها بسبب الصخب الذي يعرفه المطعم وعيناها النجلاوان تتحركان في كل اتجاه. ختمت الاتصال بعبارة إيطالية تتقنها:"تيامو.."(أحبك). انهمكت في تعليق جانبي مع صديقتها حول مضمون المكالمة قبل أن تردد بمرح:"جاء عزيز للتو من طنجة وسنمضي أمسية رائعة رفقة أصدقائه" وتابعت بنفس النبرة:"تعرفت عليه منذ سنة، إنه إطار بشركة خاصة بأكدال ولا يبخل علي بكل ما أطلبه منه".
تحصل حنان مقابل قضاء ليلة واحدة مع صديقها على 200 درهم، وعرفت صديقات لها في الحي الجامعي على العديد من "الزبناء"التقت بهم خلال السهرات
التي تحضرها."دائما ما تطلب مني بعض الطالبات أن اجد لهن من تقضي برفقته ليلة "مدفوعة الأجر" فأساعدها بدون تردد وتستدرك معلقة:"لست الوحيدة من يقوم
بهذا الأمر، فهناك طالبات محترفات أكثر مني لهن شبكات منظمة ويتلقون عمولات سخية واستغنين عن الإقامة بالحي الجامعي".
تجارة الدعارة هي الآن ثالث أكبر مصدر دخل بعد المخدرات والقمار في العالم. امتدادها للأحياء الجامعية جاء نتيجة لعوامل عديدة، إذ أن نسبة مهمة من القاطنات ينحدرن من مدن ومناطق بعيدة، لذا فبعضهن يقمن باستغلال هذا العامل لتوفير موارد مالية "مضمونة" عوض الاتكال على الأهل. إلى جانب هذا، لا تستفيد من المنحة سوى عدد قليل من الطالبات رغم أن هاته الأخيرة بقيت جامدة دون زيادة منذ عشرات السنوات..
تتوقف سيارة سوداء ازدحمت براكبيها الخمسة قرب الحي الجامعي على الساعو الواحدة والنصف ليلا. خفض سائقها صوت الموسيقى الصاخبة لتترجل منها حنان
ببطء وتستدير نحو أحد الراكبين لترسم قبلة قبلة على شفتها سرعان ما يرد عليها بالمثل أحد الشبان داخل السيارة وهو يذكرها بموعد الغد، لتومئ الشابة إيجابا وتبتسم له وهي تودعه. غادرت السيارة محيط الحي وقد أحدثت عجلاتها صريرا حادا قبل ان تنطلق بنفس السرعة التي قدمت بها...

أشرف شراف


أكدت قضية ميشال فورنيريه المجرم الفرنسي الذي اعترف باغتصاب وقتل 9 أشخاص معظم نساء وفتيات في فرنسا وبلجيكا ضرورة توفر السلطات على أداة فعالة لتقفي آثار المنحرفين الجنسيينأعلنت شرطة مدينة بازل يوم 14 أغسطس أنها تمكنت بفضل معلومات وفرها نظام ViCLAS من التعرف على مرتكب جريمة جنسية بعد مرور عامين على تحرشه بفتاة لا يزيد عمرها عن 7 أعوام في مصعد كهربائي.وكانت اجهزة الشرطة السويسرية قد بدأت العمل منذ فترة بهذا البرنامج المعلوماتي الذي تم تطويره عام 1992 في كندا لتعزيز جهود التصدي للمجرمين الخطرين.أظهر تكرار جرائم العنف الجسدي والاعتداء الجنسي على الأطفال التي هزت عددا من المجتمعات الأوروبية في السنوات الأخيرة، ضرورة البحث عن أساليب تقنية أفضل لتعقب الجناة، الذين بدئوا بدورهم يستخدمون دهاءا وحيلا مختلفة لإخفاء معالم جريمتهم.ولا ينكر خبراء الشرطة، أن استخدام البصمة الوراثية من خلال تحليل الحمض النووي المعروف اختصارا باسمDNA في تعقب الجناة قد ساهم في سرعة التوصل إلى تحديد هويتهم، من خلال اقل الآثار المتبقية في مسرح الجريمة، حتى لو كانت شعرة أو ملابس لها احتكاك مباشر مع الجسم، لكن تبقى هناك بعض الثغرات، التي يتمكن الجناة من خلالها (عن عمد أو سهوا) الإفلات من العقاب ومتابعة النهج الإجرامي في نفس المنطقة أو غيرها.في هذا السياق، قررت الشرطة السويسرية الاشتراك في برنامج دولي للحاسوب، يمكن بواسطته تعقب آثار مرتكبي جرائم العنف والاغتصاب، يصفه الخبراء بأنه سلاح جديد وفعال، في الكشف عن تلك الجرائم مهما تقادمت. وسيساعد هذا النظام أيضا على إزالة عراقيل بيروقراطية الفدرالية السويسرية، في التعاون القضائي بين الكانتونات.أما البرنامج الجديد الذي يحمل اسم ViCLAS فيعتمد على نظام متكامل لتحليل المعلومات التي يتم التوصل إليها عند التحقيق في ملابسات جرائم؛ مثل الاغتصاب، أو القتل لدوافع جنسية أو عمليات الاختطاف، وضحايا العنف الذين يصعب التعرف على هويتهم (نتيجة تشوه في الجثة أو تحللها)، إذ يعتمد هذا النظام على الربط بين البيانات التي يحصل عليها المحققون من خلال الإجابة على 168 سؤال، تحاول رصد أدق المعلومات المتوفرة عن الحادث ودوافعه المحتملة، وتوقعات المفتشين عن الملامح الاساسية للجاني.جرائم تقليدية، واخرى بتوقيع خاصويقول ريكو غاللي من شرطة كانون برن في حديثه مع سويس انفو، بأنه إلى جانب المعلومات المتوفرة حول كل جريمة منفصلة وتصريحات الشهود، يمكن لبرنامج ViCLAS أن يجمع القواسم المشتركة بين الجرائم التي وقعت في مناطق مختلفة وربما أيضا متباعدة.وستكون قواعد البيانات تلك، من أهم الوسائل التي يرى المحققون أنها ستساهم إلى حد كبير في الكشف عن خفايا الجرائم الجنسية الغامضة، مثلما هو الحال مع المتهم البلجيكي مارك ديترو، ونظيره الفرنسي ميشيل فورنيريه، إذ ينظر الخبراء الجنائيون على أن جرائمهما بالغة التعقيد وتؤرق مضاجع الشرطة ورجال العدالة.كما يتفق خبراء علم الإجرام على أن دوافع الجريمة التقليدية، تكون عادة لدوافع الغيرة أو الثأر أو القلق من المنافسة الاقتصادية، بينما في المقابل يتحرك السفاحون بدوافع غريزية داخلية، لذا يختارون ضحاياهم بشكل عشوائي.ولاقتفاء آثار أولئك العتاة والإمساك بهم، لا يبقى أمام المحققين في أغلب الأحيان سوى الربط بين خيوط متباعدة مستقاة من العديد من الأدلة والقرائن التي يجمعونها من التحقيق في الجرائم الجنسية أو المرتبطة بالعنف.ويؤكد المحلل النفسي فرانك أوربانيوك لسويس انفو، على أن كل جريمة ذات دوافع جنسية، تترك توقيعا من نوع خاص، ويقصد بذلك الأسلوب والطريقة التي وقعت بها تلك الجريمة، ولذا يرى أهمية كبيرة في تحليل هذا "التوقيع" ومقارنة النتائج، مستندا في ذلك إلى خبرته الواسعة في هذا المجال، إذ يشغل منصب كبير للمحللين النفسيين في مصلحة تنفيذ العقوبات بكانتون زيورخ.معتادون على الإجرامالبيانات المتوفرة في نظام ViCLAS تشير إلى ان المدانين بارتكاب جرائم جنسية جنائية، يكونون في الغالب من معتادي الإجرام، كما أن هذه الميول تكون عادة شائعة لدى معتادي الإستغلال الجنسي للأطفال.فعلى سبيل المثال فإن المجرمين الإثنين السابق ذكرهما (البلجيكي ديترو والفرنسي فورنيريه) أمضيا في السجون عقوبات عن جرائم صغيرة ارتكباها قبل سنوات من الكشف عن جرائمهما الجنسية البشعة.وفي هذا السياق يؤكد ريكو غاللي، أن "أكثر من نصف المتهمين في جرائم جنسية معروفون لدى الشرطة بشكل أو بآخر، وفي الأغلب من خلال جرائم أخرى ارتكبوها من قبل"، أما المحلل النفسي أوربانيوك، فيرى بأن "حالات الأشخاص العاديين الذين يتحولون فجأة إلى سفاحين، هي عموما أساطير يروجها الإعلام والسينما"، ويشير إلى أنه عندما يتم تحليل السير الذاتية لمعظم مرتكبي الجرائم الجنسية، يكتشف أنه كان لديهم في السابق تاريخ إجرامي".وبالتالي، فإن المعلومات التي يقوم نظام ViCLAS بتجميعها يمكن ألا تستخدم فقط في المستقبل للبحث عن المجرمين، بل أيضا لتحديد درجة خطورة كل واحد منهم، وبالتالي فيمكن عدم التعجل والإفراج عنهم بسرعة، بعد أية جريمة برتكبونها أو عندما يكونون محط شبهات.فك القيود الفدرالية أولاكما تضمن قاعدة البيانات تلك، تعاونا وثيقا بين 26 جهاز للشرطة في جميع الكانتونات، لتبادل المعلومات، وبالطبع التعاون أيضا مع بقية الدول الأوروبية، فإذا كانت التحقيقات الجنائية من دولة إلى أخرى تفشل في الغالب بسبب عقبات وصعوبات روتينية، فإن الجرائم لا تعرف حدودا، مثلما أظهرت مؤخرا قضية المتهم الفرنسي فورنيريه.فقد تمكن المعتادون على ارتكاب جريمة الإعتداء الجنسي على الأطفال، من ارتكاب أفعالهم البشعة في بلجيكا، لأن الشرطة هناك لم تتمكن من التعرف على الجرائم السابقة التي ارتكبوها في فرنسا، وشكل الكشف عن جرائم ديترو وفورنيريه دافعا جديدا للدول الأوروبية، للمطالبة بإنشاء سجل مشترك للعقوبات.وإذا كانت سويسرا تمكنت من المشاركة في هذا السجل إثر انضمامها إلى معاهدة شينغين، إلا أنه يجب عليها التخلص من العوائق التي يضعها النظام الفدرالي في الداخل، إذ يتم حاليا التعامل مع جميع الجرائم الجنسية على أنها من اختصاصات شرطة الكانتون وليست على مسؤولية البوليس الفدرالي.وفي هذا الصدد يؤكد دانيال لاوبشر من المكتب الفدرالي للإحصاء بأن الثغرات التي ظهرت في تبادل المعلومات بين فرنسا وبلجيكا في قضية فورنيريه، يمكن أن تحدث أيضا داخل سويسرا بين الكانتونات المختلفة، فحتى اليوم لا توجد احصائية على المستوى الفدرالي حول عدد الجرائم الجنسية التي لم يتم الكشف عن مرتكبها الحقيقي، وربما تتبدل هذه الصورة، بفضل الإستخدام الجيد لنظام ViCLAS.

Aucun commentaire: